هل البشارات الأربع التي تحكي قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال الثالث والثلاثون ... 33
أترك أبوك يموت وأتبعني
نناقش في هذا المقال هجوم الأستاذ السعدي على البشارات الأربع أو الأناجيل الأربع في هجوم جديد على تحريف وعدم صحة الإنجيل
حيث يتهم في هذه المرة أن الإنجيل المحرف شوه صورة المسيح بأن قاله شئ لا رحمة فيه
فقد قال
فى انجيل متى 8 : 21 – 22 " 21وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ:«يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». 22فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اتْبَعْنِي، وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».
وهذا مناف لرحمة المسيح ودعوته للبر بالوالدين
فهل المسيح فعلاً طلب من هذا الشخص أن يترك دفن أبيه ويسير وراء المسيح؟ هل طلب المسيح من هذا التلميذ أن يترك أبيه ممددًا متوفيًا ويذهب ولا يدفنه أو يتلقى العزاء فيه؟
الرد
الشخص الذى جاء للمسيح لم يكن والده قد مات وجارى تكفينه لدفنه طبعا ً فلو كان هذا هكذا لدفن أبيه ثم أتبع المسيح أنما الواضح أن والد هذا الشخص مازال حيا ً وأبنه يسأل المسيح أن يصبح من أتباعه لكن ينتظر حتى يأتى اليوم الذى يموت فيه أبوه وهو طبعا ً تاريخ غير معلوم لهذا الشخص وحين يموت أبوه ويدفنه سوف يصبح من أتباع المسيح وطبعا ً المسيح ليس ضد محبة الأسرة أو الغير فقد أمر بمحبة الأعداء فكيف يحرم على أتباعه أن يحبوا الأقرباء كل ما فى الأمر أن المسيح يريد القلب له والطاعة له ويكون هو أولا ً قبل كل شئ بدون أن نتحجج بأى شئ ونخدر ضمائرنا بأن لدينا أسباب نؤجل لأجلها أتباع المسيح، كما أن أتباع المسيح وخدمته بطريقة قلبية حقيقية ليست ضد محبة الأقارب والأهل والاهتمام بهم بل على العكس إن أتباع المسيح إتباعًا حقيقيًا يجعل الفرد يهتم باقاربه ويحبهم ويحترمهم ويغفر لهم لو أنهم اساءوا في حقة وكذلك يحب الجميع غير الأقارب ويهتم بهم ويغفر لهم كذلك، لأن في أتباع المسيح تغير القلب إلى الأفضل
مع ملاحظة هامة جدًا
حين مات لعازر حزن المسيح وذهب له وأقامه
فهل يطلب المسيح المحب من أحد أتباعه ألا يدفن أبيه عند موته ويذهب ويتبعه؟
هل يثق هذا التلميذ في المسيح بعدها حين يطلب مه هذا الطلب؟
هل يثق أن المسيح محبًا وله قلب ومشاعر؟
لقد بكى المسيح عند قبر لعازر فهل تحجر قلبه ليتبعه هذا التلميذ
بالتأكيد لا
مقتبس من كتاب "موثوقية الأناجيل" لوثر خليل