آدم وحواء.. قصة حقيقية أم رمزية؟
هل وُجد على الأرض أشخاصًا بهذه الأسماء فعلاً؟
بقلم نرمين نصرت
كنت اتأمل كعادتى فى بعض الأفكار التى تراودنى من حين إلى آخر حيث أخذتنى إلى هناك ..إلى البدايات ، تحديدا قصة الخلق ( قصة آدم وحواء) ..التى دائما ما احببتها.. فهى التى تخبرنا عن كيف عاش الإنسان الأول على هذا الكوكب !؟ وكيف كان شعورة !؟ كيف عاش لاول مرة ككائن فريد من نوعة فوق هذه القطعة الفريدة من الكون التى تدعى (الأرض) !؟ ..فقررت ان أذهب فى تلك الرحلة الشيقىة لأشبع تلك الفضول بداخلى ..عسى أن أجد خيوطا تصل بى إلى الحقيقة !!
عندما تبادلت أفكارى مع بعض الأصدقاء وجدت ميول وآراء مختلفة حول هذا الموضوع ..أحترمها جميعا ! ..فبعضهم يرى أ قصة آدم وحواء هى حقا قصة البداية التى تصف لنا ما حدث حينها بدقة حرفية ..ويرى آخرين إنها لم تكن قصة حقيقية بل مجرد قصة رمزية لإيصال فكرة وهدف معين !..فهيا بنا لندخل قليلا إلى العمق ونبحث فى خبابا هذه القصة المثيرة ..ونسمح لعقولنا أن تنطلق فى البحث والتحليل لتصل بنا إلى ما نبتغيه ..الحقيقة !
أولا : دعونا نلقى نظرة على القصة نفسها من الداخل ..يقول تكوين (7:2)( وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ونفخ فى انفه نسمه حياه ..) ..فهل هذه العبارة تعقل علميا !؟ ..يقول العلم أن جسم الإنسان مكون من 41 عنصرا كيميائيا وهذه العناصر الأساسية الكربون ،الحديد ، الاكسجسن ..إلخ موجودة جميعا فى تراب الارض!
وربما يتسائل أحدهم ..ولكن كيف أجتمعت معا هذه المكونات الجامدة لتكون إنسان حى !؟ قبل أن أجيبك عزيزى القارىء تعالى لنتامل معا فى جسم الإنسان ..فهو مؤلف من 7 أكيلونات من الذرات ، 100 تريليون خلية ، عشرات الأعضاء وما لا يقل عن 9 أجهزة عضوية رئسية ..لا يمكن أن تعمل معا بهذا الشكل الفريد والمتناغم من تلقاء نفسها ، بل تشير وبكل وضوح إلى مصمم ذكى ..بل عبقرى ..هم من صمم تلك الإمكانيات الجيارة التى تكون معا هذا الكائن الفريد الذى يدعى (الإنسان) !
هل سألت نفسك عزيزى كيف ينبض قلبك بالحياه !؟ وكيف يأخذ تلك القوة التى تجعلة يدق بإنتظام ليعلن عن بقائك على قيد الحياة !؟ أقول لك الحقيقة ! ولا العلماء أنفسهم يعلمون !! ..بل ولا أيا منهم حتى يستطيع تعريف كلمة (حياه) ..تعريف واضح !
فبالتأكيد مصدر الحياه هو الله !
أما عن الطريقة التى خلق بها الله حواء فا انا شخصيا كنت فى عجب من امرى عندما فكرت فى هذه الفكرة ! ..ولكن هل تتذكر فى يناير 2008 عندما نجح العلماء فى أستنساخ اول الأجنة البشرية المؤهلة للحياة من خلال خلايا جلدية لإنسان آخر !؟ ..بل أتذكر بوضوح فى عام 1996 عندما استنسخ العلماء عدد من الحيوانات أشهرهم "النعجة دولى" !!
ومن هنا دعنى اتسائل أذا كان الإنسان قادر على استخدام مادة بيولوجية موجودة فى كائن حى فى تكوين كائن حى آخر ..أفلا يستطيع الخالق القادر على كل شىء ان يآخذ مادة بيولوجية من إنسان ويكون بها إنسان آخر !؟ ..ومن الجدير بالذكر ايضا أن الجراحين عادة ما يستخدمون عظم الاضلاع بصورة مستمرة فى الجراحة التقويمية لقدرتة على النمو ثانية وتجديد نفسه !
أما ما يجعلنى انا شخصيا أن أميل إلى أن قصة آدم وحواء حقيقية اكثر منها رمزية عدة أسباب أهمها :-
1) العديد من المرات التى يذكر فيها الكتاب المقدس آدم وحواء كأشخاص حقيقيين على سبيل المثال :-
- "وصنع من دم واحد كا امه من الناس ، يسكننون على كل وجه الارض " (أعمال الرسل 26:17)
2) وأيضا لن نغفل العديد من أقتباسات (بولس الرسول) فى هذا الصدد على سبيل المثال أيضا :-
-" صار آدم ، الإنسان الأول ، نفسا حية ، آدم الاخير .روحا محييا .." (1كورنثوس45:15)
-"من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم .." ( رومية 12:5)
-" لأن آدم جبل اولا ،ثم حواء .." (1تيموثاوس13:2)
-" لانه كما فى آدم يموت الجميع ، هكذا فى المسيح سيحيا الجميع .." (1كورنثوس22:15)
3) تنبأ يهوذا على (الاشرار) " وتنبأ عن هؤلاء أيضا آخنوخ السابع من آدم .." (يهوذا 14)
4)أقتباس المسيح شخصيا من فكر التكوين عندما قال " ولكن من بدء الخليقة ذكرا وانثى خلقهم الله " (مرقس6:10)
5) وماذا عن سجلات الأنساب فى العهدين ..القديم (أخبار الايام الاول ..الاصحاح الاول ) ..والعهد الجديد فى كلا من أنجيلى ( متى 1 ، ولوقا 23:3 ) الذى ينتهى بآدم كاصل للجنس البشرى !
6) وهذا السبب الآخير القوى والمنطقى فى رأيى هو ما يتوج جميع الادلة السابقة :-
وهو إذا كانت قصة آدم وحواء رمزية فلماذا مات المسيح إذا !؟ هل مات عبثا !؟ هل قصة السقوط والكفارة هى فقط من وحى الخيال !؟ ..هل كل ما حدث من أحداث موت وقيامة المسيح لأجل هذا السبب تحديدا ( تخليصنا من حكم خطية آدم وحواء علينا ) هل كان مسرحية !!؟ حاااااااشا .
ولكى أكون منصفة وموضوعية أيضا دعنى أقول ..صحيح أن قصة آدم وحواء تتعارض مع نظرية التطور ..لكنها فى نفس الوقت تتفق مع المعرفة التى توصل إليها العلم..وهنا الفرق ! ..كما انها تنسجم كل الإنسجام مع باقى الكلمة الموحى بها .
وفى رآيى أن جزىء من الميل للرمزية فى قصة آدم وحواء هو (لأختزال الزمن وتبسيط الأحداث وإيصال عمق المفهوم والقصد من وراء الاحداث ..والوصول للفكرة الاساسية فقط بإستخدام رموز ) !
أخيرا ..أعلم أنه لن يكون لدينا إجبابات كاملة 100% لكل أسئلتنا هنا على الأرض ولكننا فقط نحاول ان نستخدم ملكه التفكير التى أعطاها لنا الله لنفهم ما يحدث حولنا لنصل فقط إلى ما تستوعبه عقولنا المحدودة من الحق ..وما تحتملة نفوسنا من الحقيقة ..فلا احد يملك الحق المطلق ..فهو فقط من صفات الله
المقال يعبر عن رأي كاتبه