هل عرفت المسيح؟ المقال الخامس والعشرون .... 25
نستكمل في هذا المقال الاعتراضات على طهارة المسيح وعصمته من الذنوب
المسيح قاتل
هكذا يصر المهاجم على أن المسيح قاتل وفي ذلك يكمل الاعتراضات التالية
الاعتراض التاسع
تقولون أن المسيح جاء بالحب وهذا غير صحيح فقد جاء بالسيف فقد قال هو بنفسه فى متى10: 34–37 "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا«35فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي."
الرد
لم يكن قصد المسيح أنه يقتل أو يشجع أتباعه على القتل بل يتضح المعنى من الآيات التالية 35–37 والسيف هنا له معنى مجازى وليس السيف الحرفي بل سيف الروح هو كلمة الله.
1- قصد إنه إذا آمن شخص بالمسيح فإن باقي أفراد أسرته تكرهه وتطرده منها ومن هنا جاءت الفرقة، ويحدث هذا كثيرا ً فى عالمنا العربي.
2- المسيح هو إله السلام ففي يوحنا14: 27 "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ."
3- طبعا ً من يحب أي شخص أكثر من المسيح فلا يستحقه.
الاعتراض العاشر
فى لوقا 22: 35 – 38 قال المسيح لتلاميذه عن السيوف: "ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:«حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ، هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ:«لكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَارَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ:«يَكْفِي!"
الرد
1- كلم المسيح تلاميذه قبل القبض عليه قائلاً لهم «فليبع ثوبه ويشتر سيفا ً «وأتبعها بقوله « ينبغي أن يتم المكتوب وأحصى مع أثمة « فما علاقة هذه بتلك إذا كان يتكلم عن سيف حقيقي وقتال ؟
2- السيف الذي قصده المسيح ليشتروه ليس سيفا ً ماديا ً للقتال لكن السيف معناه هنا رمزي تماما ً وهو الجهاد
3- فهو يقول لهم وأنا معكم كنت أحميكم لكن الآن لابد أن تحموا أنفسكم ، فهل حماهم المسيح بالسيف ؟ وحمايتهم لأنفسهم عن طريق الجهاد الروحي وليس عن طريق السيف وهم لم يحموا أنفسهم بسيف
4- إقرأ سفر الأعمال التطبيق العملي لفهم وتطبيق تعاليم المسيح فى سلوكياتهم، وتبحث هل حاول التلاميذ يوما ً حماية أنفسهم برفع السلاح ؟ بل برغم تكاثر المؤمنين كما يذكر سفر الأعمال إلا أنهم كانوا يرفعون الصلوات لله طالبين نعمه الرب لهم ليكرزوا ويشهدوا ويبشروا ولم يرفعوا سلاحا ً قط
وفى إصحاح 4 من سفر الأعمال عندما تم تهديد التلاميذ والرسل لم يرفعوا السلاح ليدافعوا عن أنفسهم ولا مرة بل تضرعوا للرب وصلوا ليحميهم.
وحين قام بطرس بإستخدام السيف لقطع أذن عبد رئيس الكهنة وبخه المسيح وعمل معجزة وأعاد للرجل أذنه.
5- كلمة "يكفى" لا تدل على كفاية السيفان بل كأنه يقول لهم "كفاية" توقفوا عن الكلام الذي لا قيمة له، دليل ذلك أن اللفظ "يكفى" مفرد "لسيفان" فكان يجب أن يقول "يكفيان" وهل يا ترى من يدخل فى معركة يحتاج فقط لسيفين يهاجم ويدافع، ُيقَاتل وُيقتل.
6- لو قصد لهم القتال لطلب منهم تجهيز أنفسهم بعتاد كامل وكان لديه الفرصة لإيجاد إثنى عشر جيش من الملائكة للحرب والقتال والقضاء على الأعداء لكن ليس هذا هو المسيح أنه مسيح الحب والفداء الذي أحبك ومات لأجلك وكفر عنك وعنى وعن كل البشر ذنوبهم ويمكنك أن تسأله وتنتظر الإجابه منه وسوف يجيبك.
9- تحدث الكتاب المقدس فى آيات أخرى عن السيف بالمعنى المجازى سيف الروح وغيره من المعاني المجازية للكلام.
الاعتراض الحادي عشر
جاء لفظ السيف فى الكتاب المقدس ما يقرب من 400 مرة فكيف يكون كتاب يتحدث عن الحب.
الرد
1- ذُكر لفظ السيف كثيرا ً فى حوادث تاريخية حدثت كحروب وحوادث ظرفية مثلما حدث فى العهد القديم ذكرها الكتاب كتاريخ بني إسرائيل لكن ليس فيها تشريع مستمر لمدى الأيام .
2- وذُكر لفظ السيف كثيرا ً أيضا ً بمعنى مجازى تعبيرا ً عن كلمة الله الكتاب المقدس ، فكون ذكر اللفظ لا يعنى أن المسيحية تشجع على القتل ، ربما لا استخدم اللفظ نطقا ً لكن أقتل وأذبح وأفعل ما أريد
3- لا يوجد أي نص كتابي واحد فى الكتاب المقدس يقول للمسيحيين استخدموا السيف و اقتلوا أو حاربوا الآخرين، لا يوجد ولكن يوجد عشرات الآيات تأمر بالحب والتسامح والغفران إلى أعلى سقف وهو التسامح مع الأعداء والصلاة لأجلهم.
هذه المقالات التي تحدثنا فيها عن عصمة المسيح وبعض الاعتراضات على قداسته وعصمته من كل شر